ʻAbd al-Rāziq ʻAbd al-Rāziq ʻĪsá

موهوبٌ ذلك الإنسان القادر في كلّ مرة على كشف "المسكوت عنه" بداخلنا، ذاك الذي يمتلك ما يشبها "الكاميرا" يلقطُ بها صورَ الحياة ببساطة و يسر! .. أمل دنقل هو بحق شاعرُ البساطة في زمن يملؤه التعقيد و الغموض .

من أكثر ما شدني في كتابات "أمل" هو توظيفه التراث و الشخصيات التاريخية في شعره ببراعة ، و إسقاطه حوادث دهره عليها مثل:
من مذكرات المتنبي في مصر ، خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين ، من أوراق أبو نواس ، كلمات سبارتاكوس الأخيرة ، أقوالٌ جديدة في حربِ البسوس .. و غيرها

كتابات أمل الأجمل هي التي عاصرت أيام الهزيمة و الذلة .. فيها يدين تلك الأنظمة التي أوقعت بشعوبها الهزيمة و يبكي على حال الشعوب و يستصرخها لتقوم و تتواجه و تتمرد و لا تنكسر ..



مقتل القمر

النظرة الأولى للديوان أشعرتني باني سأدخل إلى جو من الرومانسية الحالمة .. لكن اسم الديوان نفسَه يشي بأمر مختلف .. أعتقد أن الفترة المزامنة لكتابة أمل لديوانه هي المؤثرة عليه .. فهذه فترة انهيار الوحدة العربية ( بين مصر و سوريا ) .. كأن القمر هنا هو الوحدة العربية التى تم قتلها و التى كانت بداية اراهاصات النكسة !
من القصائد التي اعجبتني بالديوان قصيدتي " مقتل القمر " و " أوتوجراف" .. رائعتيْن


البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

كتب أمل هذه القصيدة بعد نكسة 67 .. "زرقاء اليمامة" التي حذرت قومها من قدوم العدو لكنهم لم يستمعوا لها بل و استهزءوا بها .. ها هو أمل يبكي بين يديها و يروي لها تكرار الهزيمة مرة أخرى رغم الأصوات التي كانت تصرخ في الانظمة و القادة ان أفيقوا و انتبهوا ، العدو على الأبواب .. لكن هيهات

كتابات أمل عقب الهزيمة مؤلمة جدا و لذا فهي صالحة لك أزمنة الهزيمة –و ما أكثرها في عصرنا- ، لكنه في نفس الوقت لا يدعو الأمم للخنوع و اليأس بل يدعوه للتمرد و المقاومة و رفض الانكسار لطواغيت الداخل قبل اعداء الخارج .

من القصائد الجميلة بالديوان : كلمات سبارتكوس الأخيرة "العبد الثائر حتى بعد الموت ! " .. "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة "



تعليق على ما حدث

و هذا الديوان نسجٌ على الديوان السابق و لكن لمأساة أخرى و هي ما حدث في مخيم الوحدات 1970 .. يكشف فيه شاعرنا المبدع المفارقة المضحكة المبكية لأسلحتنا التي لا تُوجّه لأعدائنا و إنما توجه إلينا نحن إذا رفعنا أصواتنا جهارا ..!

شعر الهزيمة و المقاومة مستمر ..

أجمل القصائد في الديوان: قصيدة تعليق على ما حدث


العهد الآتي

لشاعرنا وَلَهٌ عجيب بالتنصيص من التراث ، ولا أدل لى ذلك من اسم هذا الديوان .. هنا يستلهم الاسم رمن التوراة !

العهد الآتي هو عهد الثورات .. كتب أمل هذا الديوان ‘بان ثورات الطلبة في ظل حكم السادات ، و كما هي عادته فقد ألهب النفوس و تلقفت كلماتُه الألسن لتبشربالعهد الجديد ..

قصائد الديوان كلها عجيبة لا تُمل !

أقوال جديدة عن حرب البسوس

هذا الديوان هو رائعة امل دنقل الخالدة ... المحتوى الإنساني المقاوم لا يمكن وصف روعته هنا

اشتهر هذا الديوان باسم " لا تصالح " تخليدا لكماته الثورية المشهورة .. فبعد انتصار 73 جاءت نكسة أخرى و هي كامب ديفيد و حوارات السادات مع الصهاينة

لا تصالح .. كلمات كتبها " كليب " بدمه لأخيه يوصيه فيها بأخذ الثأر و عدم التصالح مع العدو الذي قتل أخيه .. هو ما يريد إلا الحق و استرداده .. كتب وصاياه العشرة لأخيه حتى لا سنيى و لا يبيع دم أخيه لصفقة أو نداء او ملك فانٍ .. فما يطلبه للثأر " أشياءٌ لا تُشترى " !

كأني بامل يصرخ فينا في زمن ثوراتنا العربية و دماء الشهداء التى لم يُقتص لها حتى الآن : لا تصالح !

بعد وصايا كليب لأخيه تأتي مراثي اليمامة ابنته .. التى تلح على أخو والدها ألا يصالح و لا يتنازل عن دم أخيه .. ضمير الثورات

كليب هنا رمز للمجد العربي القتيل او الارض العربية السليبة التي تريد ان تعود الى الحياة مرة اخرى، ولا نرى سبيلاً لعودتها، او بالأحرى لاعادتها الا بالدم.. وبالدم وحده.



أوراق الغرفة 8

هي رقم غرفته إيان مرضه الذي مات فيه .. جاء الديوان تعبيرا عن معاناته فيلحظات موته الأخيرة



من القصائد الجميلة بالديوان : خطاب غر تاريخ على قبر صلاح الدين


رحم الله أمل دنقل و غفر له بعض تجاوزاته فيما كتب


… (plus d'informations)