Photo de l'auteur

Rifa'a Rafi' al-Tahtawi (1801–1873)

Auteur de L'Or de Paris

10 oeuvres 55 utilisateurs 4 critiques 1 Favoris
Il y a 1 discussion ouverte sur cet auteur. Voir maintenant.

A propos de l'auteur

Œuvres de Rifa'a Rafi' al-Tahtawi

Étiqueté

Partage des connaissances

Nom légal
رفاعة رافع الطهطاوي
Date de naissance
1801
Date de décès
1873
Sexe
male
Nationalité
Egypt
Lieu de naissance
Tahta, Sohag, Egypt
Lieu du décès
Cairo, Egypt

Membres

Discussions

Rifa'a Rafi' at-Tahtawi à تعريب شيءٌمكتباتي LibraryThing Arabization (Septembre 2023)

Critiques


كتاب تعليمي ألّفه رفاعة الطهطاوي للطلاب والنشء، يتحدث عن التربية، والتعلم والتعليم، وعن الوطن والتمدن، والنساء والزواج والقرابة وحقوقهم .. وهو كتاب جيّد في مُجمله وفيه فوائد كثيرة

وكانت قراءتي له استكمالاً لهدف التعرف على شخصية مؤلفه رفاعة الطهطاوي وفكره، واستكمالاً لما استخلصته من ملاحظات عن فكر رفاعة من كتاب (تخليص الإبريز) وذكرته هنا:
https://www.goodreads.com/review/show/812261285

فقد خرجت من هذا الكتاب بعدة ملاحظات أخرى، منها:

أولاً: اضطراب آراء رفاعة في بعض القضايا .. فتجد كلامه في موضع من كتبه، يخالف لوازم كلامه في موضع آخر في نفس الموضوع !

فمثلاً في قضية وجوب التحاكم إلى الشريعة الإسلامية، تجده في موضع من كتبه يُرجع الحكم على الأشياء تحسينًا وتقبيحًا إلى العقل، فيجعله هو الحاكم الفيصل، ومن لوازم ذلك =القبول بالتحاكم إليه دون الشريعة .. وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناء رفاعة على الدستور الفرنسي وعلى ما أنتجته عقول فرنسا من قوانين سببت الرخاء رغم كونها غير مستمدة من الكتاب والسنة، على حد قوله .. بينما هو في هذا الكتاب (المرشد الأمين) له نص صريح واضح في وجوب التحاكم إلى الشريعة، وأن الدين هو أساس المملكة، ولا تثبت أركانها إلا على إقامة منار الإسلام وإظهار شرائعه وإقامه حدوده والأخذ بفرائضه وسُننه .. هكذا قال بكل وضوح !

وأيضاً ذكر أن من وظائف الحاكم: حفظ الدين والشريعة، وأيضاً قوله: أن المدنية الإسلامية مؤسسة على التحليل والتحريم الشرعي بدون مدخل للعقل تحسيناً وتقبيحاً، ويجب الرجوع إلى أقوال الأئمة واتباعها، وعدم اتباع الهوى !

مثال آخر: في قضية اتخاذ نموذج المدنية الغربية مثالاً للتقدم والتطور، وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناؤه على تلك المدنية بأحوالها وفروعها
بينما هنا في هذا الكتاب يقول أن شريعة الرسل هي أصل التمدن الحقيقي الذي يُعتد به ويُلتفت إليه، وأن دين الإسلام هو الذي مدّن بلاد الدنيا على الإطلاق !

مثال ثالث: في قضية المرأة، فتجده يذكر في أثناء هذا الكتاب أن المرأة في بلادنا مستعبدة استعباداً معنوياً، وأن الرجال لا يُسوّغون لها الملك والرئاسة !

ثم في هذا الكتاب أيضًا يقول بأن عدم تولي النساء السلطنة والملك والقضاء، إنما هو حكم الشريعة الإسلامية ! .. وأن تولي النساء تلك الأمور إنما هو في بلاد الحكم الوضعي، أما مدنية الإسلام فهي مؤسسة على التحليل والتحريم .. هكذا قال !

ثانياً (وهي نقطة ذكرتها من قبل في تخليص الإبريز) : السطحية في تناول بعض الموضوعات والأفكار الغربية ... فمثلاً تجده هنا يقول بأن العدل والإحسان عند المسلمين يسميه الغرب الحرية والمساواة !! .. وأن حب الدين عندنا يسمونه هم حب الوطن !
وكأنه لا فرق بين معاني ولوازم تلك الشعارات الفرنسية (التي هي في الحقيقة يُعنى بها ما يخالف الإسلام ) وبين مبادئ الإسلام التي ذكرها !! .. ولن أطيل في هذه النقطة

ثالثاً: تسرب أفكار غربية خطيرة إلى فكر رفاعة الطهطاوي وإيمانه بها ودعوته إليها:

مثل: قضية الوطنية، فقد تبنى رفاعة مفهوم الوطن بالمعنى القومي الحديث في أوربا، الذي يقوم على التعصب إلى مساحة محدودة من الأرض يرتبط تاريخها القديم بالمعاصر ويكوّنا وحدة متكاملة متميزة عن غيرها من البلاد

فتجد رفاعة في هذا الكتاب، جعل الولاء للوطن محل الولاء للدين والعقيدة، فأعطى للأول ما كان يجب أن يكون للثاني وحده
وقال رفاعة بأن الأخوة الوطنية تجعل جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن تجب على أعضاء الوطن في حقوق بعضهم على بعض !

وعلى هذا فالكافر من أهل بلدي يجب أن يكون أحب إليّ وأقرب من المؤمن الذي في البلد المجاور ! .. والفاسق في بلدي يكون أحب إليّ وأقرب من التقيّ في البلد المجاور !! ... ومفهوم الوطنية هذا الذي تبناه رفاعة ودعا إليه، باطل قطعاً، ومصادم لعقيدة الولاء والبراء الإسلامية !

والعجيب في هذه القضية -وهذا من مظاهر الاضطراب- هو جعله هذا المفهوم بهذه الكيفية = من الدين ! .. وكأن البلد الواحد ليس فيه إلا أهل دين واحد ! ... رغم أن بلده مصر نفسها لم يكن فيها دين واحد !

وانسجامًا مع مفهوم الوطن والوطنية الذي آمن به رفاعة، فقد عمل على إحياء النعرة الفرعونية، وتمجيد الفراعنة وتاريخهم .. ويُعد رفاعة أول من أنشأ متحفاً للآثار في مصر

وأيضاً تماشياً مع هذا المفهوم من عقد الولاء والبراء على الوطنية = فقد كان رفاعة متغنياً ببطولات محمد علي ضد الدولة العثمانية

وأيضاً من هذا المنطلق المحلّي، فقد نادى رفاعة بالاعتناء باللهجة العامية، وتصنيف كتب المنافع العمومية والمصالح البلدية لأهل كل بلد بلهجتهم ! .. وعمليًا فقد كانت كتب رفاعة زاخرة بالعامية، وكذلك غلبة العامية على مجلة الوقائع المصرية أيام إشرافه عليها .. وبذلك كان رفاعة من أوائل من حملوا لواء الاعتداء على اللغة العربية لصالح اللهجات العامية المحلية (الوطنية) !

بقي أن أقول بخصوص هذا الكتاب:
أن كثيراً من العلمانيين والليبراليين يتمسّحون في شخصية وآراء ذلك الرجل رفاعة الطهطاوي -غفرَ اللهُ له - ... وهم لو قرأوا عدداً من نصوص هذا الكتاب لرجموا الطهطاوي بالحجارة (رغم أن أكثرهم كافر بحد الرجم، لكن سيفعلوه) ! .. ولقالوا عنه إنه من الإسلاميين المتشددين (أو المتخلفين) !

فمثلاً: في قضية الحكم بالشريعة، ستجد في هذا الكتاب نصوصاً متوالية قاطعة في وجوب الحكم بها، وأنه لا اعتماد إلا عليها، ولا حكم إلا حكم الله ورسوله بالتحليل والتحريم .. وقد ذكرت بعضها آنفاً ! .. وهم يكفرون بحُكم الشريعة جهراً -لمن يجرؤ منهم- أو سراً !

ومثال ثان: في قضية المرأة، تجد رفاعة يقول في هذا الكتاب بأن شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قضت بعدم جواز تولي النساء السلطة أو الملك أو القضاء ! .. وهذا طبعاً أمر معروف عند جمهور العلماء لم يخترعه رفاعة .. لكنْ العلمانيون والليبراليون يَكفرون به !

ومثال ثالث: في قضية حرية العقيدة: تجد رفاعة في كتابه هذا يَقصرها على المذاهب المنتسبة لأهل السنة كالأشعرية والماتريدية في الاعتقاد (ورفاعة أشعري) .. والمذاهب الأربعة المشهورة في الفروع ! .... وطبعاً معروف قول الليبراليين والعلمانيين في كلامٍ كهذا !

إلى غير ذلك من الأمثلة .. فلو التزم الليبراليون والعلمانيون بكلام هذا الرجل الذي يبجّلونه ويتمسحون فيه؛ لارتدوا عن العلمانية إلى دين الإسلام .. ويا ليتهم يفعلون !

بقيت عدة ملاحظات عن شخصية رفاعة وأفكاره وأثرها، وهي مهمة، وقد ذكرتها في مراجعة كتاب (دور رفاعة الطهطاوي في تخ
… (plus d'informations)
 
Signalé
asellithy | 2 autres critiques | Aug 31, 2021 |

كتاب تعليمي ألّفه رفاعة الطهطاوي للطلاب والنشء، يتحدث عن التربية، والتعلم والتعليم، وعن الوطن والتمدن، والنساء والزواج والقرابة وحقوقهم .. وهو كتاب جيّد في مُجمله وفيه فوائد كثيرة

وكانت قراءتي له استكمالاً لهدف التعرف على شخصية مؤلفه رفاعة الطهطاوي وفكره، واستكمالاً لما استخلصته من ملاحظات عن فكر رفاعة من كتاب (تخليص الإبريز) وذكرته هنا:
https://www.goodreads.com/review/show/812261285

فقد خرجت من هذا الكتاب بعدة ملاحظات أخرى، منها:

أولاً: اضطراب آراء رفاعة في بعض القضايا .. فتجد كلامه في موضع من كتبه، يخالف لوازم كلامه في موضع آخر في نفس الموضوع !

فمثلاً في قضية وجوب التحاكم إلى الشريعة الإسلامية، تجده في موضع من كتبه يُرجع الحكم على الأشياء تحسينًا وتقبيحًا إلى العقل، فيجعله هو الحاكم الفيصل، ومن لوازم ذلك =القبول بالتحاكم إليه دون الشريعة .. وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناء رفاعة على الدستور الفرنسي وعلى ما أنتجته عقول فرنسا من قوانين سببت الرخاء رغم كونها غير مستمدة من الكتاب والسنة، على حد قوله .. بينما هو في هذا الكتاب (المرشد الأمين) له نص صريح واضح في وجوب التحاكم إلى الشريعة، وأن الدين هو أساس المملكة، ولا تثبت أركانها إلا على إقامة منار الإسلام وإظهار شرائعه وإقامه حدوده والأخذ بفرائضه وسُننه .. هكذا قال بكل وضوح !

وأيضاً ذكر أن من وظائف الحاكم: حفظ الدين والشريعة، وأيضاً قوله: أن المدنية الإسلامية مؤسسة على التحليل والتحريم الشرعي بدون مدخل للعقل تحسيناً وتقبيحاً، ويجب الرجوع إلى أقوال الأئمة واتباعها، وعدم اتباع الهوى !

مثال آخر: في قضية اتخاذ نموذج المدنية الغربية مثالاً للتقدم والتطور، وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناؤه على تلك المدنية بأحوالها وفروعها
بينما هنا في هذا الكتاب يقول أن شريعة الرسل هي أصل التمدن الحقيقي الذي يُعتد به ويُلتفت إليه، وأن دين الإسلام هو الذي مدّن بلاد الدنيا على الإطلاق !

مثال ثالث: في قضية المرأة، فتجده يذكر في أثناء هذا الكتاب أن المرأة في بلادنا مستعبدة استعباداً معنوياً، وأن الرجال لا يُسوّغون لها الملك والرئاسة !

ثم في هذا الكتاب أيضًا يقول بأن عدم تولي النساء السلطنة والملك والقضاء، إنما هو حكم الشريعة الإسلامية ! .. وأن تولي النساء تلك الأمور إنما هو في بلاد الحكم الوضعي، أما مدنية الإسلام فهي مؤسسة على التحليل والتحريم .. هكذا قال !

ثانياً (وهي نقطة ذكرتها من قبل في تخليص الإبريز) : السطحية في تناول بعض الموضوعات والأفكار الغربية ... فمثلاً تجده هنا يقول بأن العدل والإحسان عند المسلمين يسميه الغرب الحرية والمساواة !! .. وأن حب الدين عندنا يسمونه هم حب الوطن !
وكأنه لا فرق بين معاني ولوازم تلك الشعارات الفرنسية (التي هي في الحقيقة يُعنى بها ما يخالف الإسلام ) وبين مبادئ الإسلام التي ذكرها !! .. ولن أطيل في هذه النقطة

ثالثاً: تسرب أفكار غربية خطيرة إلى فكر رفاعة الطهطاوي وإيمانه بها ودعوته إليها:

مثل: قضية الوطنية، فقد تبنى رفاعة مفهوم الوطن بالمعنى القومي الحديث في أوربا، الذي يقوم على التعصب إلى مساحة محدودة من الأرض يرتبط تاريخها القديم بالمعاصر ويكوّنا وحدة متكاملة متميزة عن غيرها من البلاد

فتجد رفاعة في هذا الكتاب، جعل الولاء للوطن محل الولاء للدين والعقيدة، فأعطى للأول ما كان يجب أن يكون للثاني وحده
وقال رفاعة بأن الأخوة الوطنية تجعل جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن تجب على أعضاء الوطن في حقوق بعضهم على بعض !

وعلى هذا فالكافر من أهل بلدي يجب أن يكون أحب إليّ وأقرب من المؤمن الذي في البلد المجاور ! .. والفاسق في بلدي يكون أحب إليّ وأقرب من التقيّ في البلد المجاور !! ... ومفهوم الوطنية هذا الذي تبناه رفاعة ودعا إليه، باطل قطعاً، ومصادم لعقيدة الولاء والبراء الإسلامية !

والعجيب في هذه القضية -وهذا من مظاهر الاضطراب- هو جعله هذا المفهوم بهذه الكيفية = من الدين ! .. وكأن البلد الواحد ليس فيه إلا أهل دين واحد ! ... رغم أن بلده مصر نفسها لم يكن فيها دين واحد !

وانسجامًا مع مفهوم الوطن والوطنية الذي آمن به رفاعة، فقد عمل على إحياء النعرة الفرعونية، وتمجيد الفراعنة وتاريخهم .. ويُعد رفاعة أول من أنشأ متحفاً للآثار في مصر

وأيضاً تماشياً مع هذا المفهوم من عقد الولاء والبراء على الوطنية = فقد كان رفاعة متغنياً ببطولات محمد علي ضد الدولة العثمانية

وأيضاً من هذا المنطلق المحلّي، فقد نادى رفاعة بالاعتناء باللهجة العامية، وتصنيف كتب المنافع العمومية والمصالح البلدية لأهل كل بلد بلهجتهم ! .. وعمليًا فقد كانت كتب رفاعة زاخرة بالعامية، وكذلك غلبة العامية على مجلة الوقائع المصرية أيام إشرافه عليها .. وبذلك كان رفاعة من أوائل من حملوا لواء الاعتداء على اللغة العربية لصالح اللهجات العامية المحلية (الوطنية) !

بقي أن أقول بخصوص هذا الكتاب:
أن كثيراً من العلمانيين والليبراليين يتمسّحون في شخصية وآراء ذلك الرجل رفاعة الطهطاوي -غفرَ اللهُ له - ... وهم لو قرأوا عدداً من نصوص هذا الكتاب لرجموا الطهطاوي بالحجارة (رغم أن أكثرهم كافر بحد الرجم، لكن سيفعلوه) ! .. ولقالوا عنه إنه من الإسلاميين المتشددين (أو المتخلفين) !

فمثلاً: في قضية الحكم بالشريعة، ستجد في هذا الكتاب نصوصاً متوالية قاطعة في وجوب الحكم بها، وأنه لا اعتماد إلا عليها، ولا حكم إلا حكم الله ورسوله بالتحليل والتحريم .. وقد ذكرت بعضها آنفاً ! .. وهم يكفرون بحُكم الشريعة جهراً -لمن يجرؤ منهم- أو سراً !

ومثال ثان: في قضية المرأة، تجد رفاعة يقول في هذا الكتاب بأن شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قضت بعدم جواز تولي النساء السلطة أو الملك أو القضاء ! .. وهذا طبعاً أمر معروف عند جمهور العلماء لم يخترعه رفاعة .. لكنْ العلمانيون والليبراليون يَكفرون به !

ومثال ثالث: في قضية حرية العقيدة: تجد رفاعة في كتابه هذا يَقصرها على المذاهب المنتسبة لأهل السنة كالأشعرية والماتريدية في الاعتقاد (ورفاعة أشعري) .. والمذاهب الأربعة المشهورة في الفروع ! .... وطبعاً معروف قول الليبراليين والعلمانيين في كلامٍ كهذا !

إلى غير ذلك من الأمثلة .. فلو التزم الليبراليون والعلمانيون بكلام هذا الرجل الذي يبجّلونه ويتمسحون فيه؛ لارتدوا عن العلمانية إلى دين الإسلام .. ويا ليتهم يفعلون !

بقيت عدة ملاحظات عن شخصية رفاعة وأفكاره وأثرها، وهي مهمة، وقد ذكرتها في مراجعة كتاب (دور رفاعة الطهطاوي
… (plus d'informations)
 
Signalé
AhmedIngeniero | 2 autres critiques | Jul 10, 2020 |

كتاب تعليمي ألّفه رفاعة الطهطاوي للطلاب والنشء، يتحدث عن التربية، والتعلم والتعليم، وعن الوطن والتمدن، والنساء والزواج والقرابة وحقوقهم .. وهو كتاب جيّد في مُجمله وفيه فوائد كثيرة

وكانت قراءتي له استكمالاً لهدف التعرف على شخصية مؤلفه رفاعة الطهطاوي وفكره، واستكمالاً لما استخلصته من ملاحظات عن فكر رفاعة من كتاب (تخليص الإبريز) وذكرته هنا:
https://www.goodreads.com/review/show/812261285

فقد خرجت من هذا الكتاب بعدة ملاحظات أخرى، منها:

أولاً: اضطراب آراء رفاعة في بعض القضايا .. فتجد كلامه في موضع من كتبه، يخالف لوازم كلامه في موضع آخر في نفس الموضوع !

فمثلاً في قضية وجوب التحاكم إلى الشريعة الإسلامية، تجده في موضع من كتبه يُرجع الحكم على الأشياء تحسينًا وتقبيحًا إلى العقل، فيجعله هو الحاكم الفيصل، ومن لوازم ذلك =القبول بالتحاكم إليه دون الشريعة .. وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناء رفاعة على الدستور الفرنسي وعلى ما أنتجته عقول فرنسا من قوانين سببت الرخاء رغم كونها غير مستمدة من الكتاب والسنة، على حد قوله .. بينما هو في هذا الكتاب (المرشد الأمين) له نص صريح واضح في وجوب التحاكم إلى الشريعة، وأن الدين هو أساس المملكة، ولا تثبت أركانها إلا على إقامة منار الإسلام وإظهار شرائعه وإقامه حدوده والأخذ بفرائضه وسُننه .. هكذا قال بكل وضوح !

وأيضاً ذكر أن من وظائف الحاكم: حفظ الدين والشريعة، وأيضاً قوله: أن المدنية الإسلامية مؤسسة على التحليل والتحريم الشرعي بدون مدخل للعقل تحسيناً وتقبيحاً، ويجب الرجوع إلى أقوال الأئمة واتباعها، وعدم اتباع الهوى !

مثال آخر: في قضية اتخاذ نموذج المدنية الغربية مثالاً للتقدم والتطور، وقد مر في (تخليص الإبريز) ثناؤه على تلك المدنية بأحوالها وفروعها
بينما هنا في هذا الكتاب يقول أن شريعة الرسل هي أصل التمدن الحقيقي الذي يُعتد به ويُلتفت إليه، وأن دين الإسلام هو الذي مدّن بلاد الدنيا على الإطلاق !

مثال ثالث: في قضية المرأة، فتجده يذكر في أثناء هذا الكتاب أن المرأة في بلادنا مستعبدة استعباداً معنوياً، وأن الرجال لا يُسوّغون لها الملك والرئاسة !

ثم في هذا الكتاب أيضًا يقول بأن عدم تولي النساء السلطنة والملك والقضاء، إنما هو حكم الشريعة الإسلامية ! .. وأن تولي النساء تلك الأمور إنما هو في بلاد الحكم الوضعي، أما مدنية الإسلام فهي مؤسسة على التحليل والتحريم .. هكذا قال !

ثانياً (وهي نقطة ذكرتها من قبل في تخليص الإبريز) : السطحية في تناول بعض الموضوعات والأفكار الغربية ... فمثلاً تجده هنا يقول بأن العدل والإحسان عند المسلمين يسميه الغرب الحرية والمساواة !! .. وأن حب الدين عندنا يسمونه هم حب الوطن !
وكأنه لا فرق بين معاني ولوازم تلك الشعارات الفرنسية (التي هي في الحقيقة يُعنى بها ما يخالف الإسلام ) وبين مبادئ الإسلام التي ذكرها !! .. ولن أطيل في هذه النقطة

ثالثاً: تسرب أفكار غربية خطيرة إلى فكر رفاعة الطهطاوي وإيمانه بها ودعوته إليها:

مثل: قضية الوطنية، فقد تبنى رفاعة مفهوم الوطن بالمعنى القومي الحديث في أوربا، الذي يقوم على التعصب إلى مساحة محدودة من الأرض يرتبط تاريخها القديم بالمعاصر ويكوّنا وحدة متكاملة متميزة عن غيرها من البلاد

فتجد رفاعة في هذا الكتاب، جعل الولاء للوطن محل الولاء للدين والعقيدة، فأعطى للأول ما كان يجب أن يكون للثاني وحده
وقال رفاعة بأن الأخوة الوطنية تجعل جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن تجب على أعضاء الوطن في حقوق بعضهم على بعض !

وعلى هذا فالكافر من أهل بلدي يجب أن يكون أحب إليّ وأقرب من المؤمن الذي في البلد المجاور ! .. والفاسق في بلدي يكون أحب إليّ وأقرب من التقيّ في البلد المجاور !! ... ومفهوم الوطنية هذا الذي تبناه رفاعة ودعا إليه، باطل قطعاً، ومصادم لعقيدة الولاء والبراء الإسلامية !

والعجيب في هذه القضية -وهذا من مظاهر الاضطراب- هو جعله هذا المفهوم بهذه الكيفية = من الدين ! .. وكأن البلد الواحد ليس فيه إلا أهل دين واحد ! ... رغم أن بلده مصر نفسها لم يكن فيها دين واحد !

وانسجامًا مع مفهوم الوطن والوطنية الذي آمن به رفاعة، فقد عمل على إحياء النعرة الفرعونية، وتمجيد الفراعنة وتاريخهم .. ويُعد رفاعة أول من أنشأ متحفاً للآثار في مصر

وأيضاً تماشياً مع هذا المفهوم من عقد الولاء والبراء على الوطنية = فقد كان رفاعة متغنياً ببطولات محمد علي ضد الدولة العثمانية

وأيضاً من هذا المنطلق المحلّي، فقد نادى رفاعة بالاعتناء باللهجة العامية، وتصنيف كتب المنافع العمومية والمصالح البلدية لأهل كل بلد بلهجتهم ! .. وعمليًا فقد كانت كتب رفاعة زاخرة بالعامية، وكذلك غلبة العامية على مجلة الوقائع المصرية أيام إشرافه عليها .. وبذلك كان رفاعة من أوائل من حملوا لواء الاعتداء على اللغة العربية لصالح اللهجات العامية المحلية (الوطنية) !

بقي أن أقول بخصوص هذا الكتاب:
أن كثيراً من العلمانيين والليبراليين يتمسّحون في شخصية وآراء ذلك الرجل رفاعة الطهطاوي -غفرَ اللهُ له - ... وهم لو قرأوا عدداً من نصوص هذا الكتاب لرجموا الطهطاوي بالحجارة (رغم أن أكثرهم كافر بحد الرجم، لكن سيفعلوه) ! .. ولقالوا عنه إنه من الإسلاميين المتشددين (أو المتخلفين) !

فمثلاً: في قضية الحكم بالشريعة، ستجد في هذا الكتاب نصوصاً متوالية قاطعة في وجوب الحكم بها، وأنه لا اعتماد إلا عليها، ولا حكم إلا حكم الله ورسوله بالتحليل والتحريم .. وقد ذكرت بعضها آنفاً ! .. وهم يكفرون بحُكم الشريعة جهراً -لمن يجرؤ منهم- أو سراً !

ومثال ثان: في قضية المرأة، تجد رفاعة يقول في هذا الكتاب بأن شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قضت بعدم جواز تولي النساء السلطة أو الملك أو القضاء ! .. وهذا طبعاً أمر معروف عند جمهور العلماء لم يخترعه رفاعة .. لكنْ العلمانيون والليبراليون يَكفرون به !

ومثال ثالث: في قضية حرية العقيدة: تجد رفاعة في كتابه هذا يَقصرها على المذاهب المنتسبة لأهل السنة كالأشعرية والماتريدية في الاعتقاد (ورفاعة أشعري) .. والمذاهب الأربعة المشهورة في الفروع ! .... وطبعاً معروف قول الليبراليين والعلمانيين في كلامٍ كهذا !

إلى غير ذلك من الأمثلة .. فلو التزم الليبراليون والعلمانيون بكلام هذا الرجل الذي يبجّلونه ويتمسحون فيه؛ لارتدوا عن العلمانية إلى دين الإسلام .. ويا ليتهم يفعلون !

بقيت عدة ملاحظات عن شخصية رفاعة وأفكاره وأثرها، وهي مهمة، وقد ذكرتها في مراجعة كتاب (دور رفاعة الطهطاوي في تخريب الهوية الإسلامية) هنا:
https://www.goodreads.com/review/show/810918189
… (plus d'informations)
 
Signalé
MecaEng.a7med | 2 autres critiques | Feb 25, 2014 |

تدور أحداث الكتاب -كما هو معروف- حول البعثة التعليمية التي قام بها رفاعة ورفاقه إلى فرنسا، والتي أرسلها والي مصر محمد علي ما بين عامي 1826-1831 م
وكان الدور الأصلي لرفاعة فيها لكونه أزهريًّا: أن يكون واعظًا مرافقًا لأولئك الطلاب، إلا أنه شاركهم في تحصيل العلم

ما دفعني لقراءة هذا الكتاب: هو محاولة التعرف على شخصية رفاعة الطهطاوي عن قرب، ومن كلامه هو، لا ما يُقال عنه، بصفته أحد الأشخاص البارزين في مرحلة التحول الفارقة في التاريخ المعاصر لبلادنا الإسلامية، من الحكم بالشريعة إلى الانسلاخ منها والإيمان بالعلمانية .. أو لنقل: إلى نشر العلمانية في ربوع بلاد الإسلام طوعًا وكرهًا

فقرأتُ كتابين لرفاعة، هما: هذا الكتاب، وكتاب "المرشد الأمين" الذي سأتحدث عنه لاحقًا، وقرأت كتابين عنه، هما: "دور رفاعة في تخريب الهوية الإسلامية" لهاني السباعي، وسأتحدث عنه لاحقًا، والأربعين صفحة الأولى من كتاب "الإسلام والحضارة الغربية" للدكتور محمد محمد حسين، وكان الحديث فيهم عن رفاعة

فأبدأ بذكر هذا الكتاب:
وقد وصف رفاعةُ من خلاله أحوال المجتمع الفرنسي في تلك الفترة، من حيث نظام الحكم فيه وسلطاته، وأنواع العلوم والمعارف، وعادات الناس وأخلاقهم وسلوكهم ودينهم .. وقام خلاله أيضًا بترجمة الدستور الفرنسي .. ويغلب على رفاعة في أسلوبه في الكتاب الاستشهاد بالشعر

يمكن الخروج من هذا الكتاب بملاحظة ثلاث نقاط -خلاف ما سأذكره لاحقًا- عن فكر رفاعة وشخصيته:

أولاً: انبهار رفاعة بالمجتمع الغربي، مقارنة بما تركه وراءه من بلادٍ يغلب عليها الجهل والتأخر .. فهو كثير الثناء على ما عندهم من علوم ومعارف وعادات وشعارات .. ولا تجده ينتقد شيئًا من أحوال ذلك المجتمع ومبادئه وأفكاره إلا نادرًا جدًا مما لا يُذكر ! .. وهذا شيء يسترعي الانتباه ! ... فهو ينظر إليه نظرة شابٍ خارجٍ من أمة مقهورة مغلوبة، يتطلع في ذهولٍ إلى تقدّم غالبه، مما يعميه عن رؤية عيوبه ومثالبه !

ثانياً: السطحية في تناول بعض الموضوعات والأفكار .. فمثلاً حين يروي خبر احتلال فرنسا الجزائر 1830م، يُرجع سبب ذلك إلى المشاحنات والتكبر وبعض الأمور التجارية .. ويُغفل تمامًا أي سبب فكري أو ديني لذلك ! .. رغم أنه نفسه يروي أن ملك فرنسا دخل الكنيسة آنذاك وشكر الله على انتصار الملة المسيحية على الملة الإسلامية !!

ومثال آخر لتلك السطحية: روايته لأسباب الثورة الفرنسية سنة 1830م والتي عاصرها هناك .. فيأتي بأسباب ظاهرية بسيطة، غافلاً تماماً عن كون تلك الثورة هي ثورة إلحادية علمانية معادية للدين، قامت أصلاً لهدم الرابطة بين الدين والدولة ! .. فلا يذكر رفاعة شيئاً من ذلك !
بل يذهب في إعجابه وتبجيله لشعاراتها ومبادئها ! .. ويُثني عليها بسطحية ويمدحها !
رغم أن تلك الشعارات -الجميلة في ظاهرها- هي في باطنها مصادمة بل معادية للدين الذي يؤمن به رفاعة !

ومثال ثالث: ثناؤه على أساتذته من المستشرقين وحديثه عن سعيهم الحثيث لنشر العلوم والمعارف في ربوع بلاد الإسلام ! .. وكأن هؤلاء صاروا فجأة من عُشّاقنا ويرجون لنا الخير !

ثالثاً: وهذه النقطة مرتبطة بالنقطة الأولى، وهي أنه نتيجة هذه الصدمة التي تعرّض لها هؤلاء الطلاب الناشئة، ما بين مجتمعهم الأصلي وحالته والمجتمع الغربي وحالته، وما انتابهم من إعجابٍ وذهول بما وصل إليه تقدُّم هؤلاء، فأعماهم عن رؤية معايبه

نتج عن هذا أنهم وضعوا المجتمع الغربي -المتمثل لهم في فرنسا- بمثابة المثل والأنموذج الذي ينبغي أن نحتذيه لنتقدم مثلهم !

فتجد رفاعة في باب السياسة مثلاً ونظام الحكم: يترجم لنا في هذا الكتاب الدستور الفرنسي كاملاً ويُثني عليه، ويقول ( بأن قوانينهم تلك رغم أنها ليست من الكتاب والسنة إلا أنها حققت لهم العدل والرخاء والتقدم وراحة البلاد والعباد ) !

ويذكر لنا تفصيلاً كيفية نظام الحكم هنالك ومجالسه وسلطاته .. وكأنه يقول هذا جيد خذوا به

ويتكلم على العدل في فرنسا ويمدحه، وما للرجال والنساء هناك من حقوق وحريات

وفي باب العادات والأخلاق وسلوكيات الناس: ينقل لنا بالتفصيل مائدة الطعام الغربية وما عليها من أنواع الأواني والأدوات .. التي لا ذكر لها طبعاً في بلده التي خرج منها !

وينقل لنا العلاقة بين الرجال والنساء هنالك، فتراه يمدح رقص الرجال مع النساء في فرنسا، ويُثني عليه ويشبهه بالرياضة، ويصف لنا كيف يرقص الرجل مع المرأة ويضع يده على خصرها، ويمسك يدها بيده !! ... وهو الشيخ الأزهري !!

وعندما يتحدث عن نساء فرنسا وأخلاقهن وملابسهن .. لا يفوته أن يذكر أن العفة ليس لها علاقة بالكشف أو الستر .. (ما المطلوب يعني؟! نفعل مثلهم!)

ويحكي لنا عن أماكن اللهو، وما فيها من رقص وغناء .. ويُثني عليه أيضاً، ولا يستقبحه .. بل يقارنه بالرقص في مصر ويُقبّح الرقص المصري .. وحُقّ لك أن تعجب: كيف لشيخ أزهري أن يدخل تلك الأماكن في فرنسا ! .. بل وكيف يُثني عليها !

ويُثني رفاعة على أخلاق الفرنسيين وتسامحهم ونظافتهم .. وحقاً ( كما ذكر هاني السباعي في كتابه الذي سأتحدث عنه لاحقاً ) لو قمت بمقارنة هذا الكلام بما ذكره الجبرتي عن أخلاق وسلوكيات الفرنسيين رجالاً ونساءً حين دخلوا مصر وما فعلوه من جرائم وفظائع وما أظهروه من أخلاق؛ لظهر لنا قدر تأثر رفاعة بالمظاهر ومدى إعجابه بالنموذج الغربي الذي أعماه عن كثير من الحقائق !

وقد ذكر هاني السباعي أيضاً أن المرأة في أوربا في تلك الفترة كانت ملكاً للرجل، ومحرومة من حقها في التملك والمقاضاة، وأن تعلّمها كان سبّة، وأن قانون الإنجليز كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته !

وهناك ملاحظات أخرى مهمة، استخلصتها أثناء قراءتي الكتاب الثاني لرفاعة وهو (المرشد الأمين) ، وذكرتها في مراجعته هنا:
https://www.goodreads.com/review/show/819571239
… (plus d'informations)
 
Signalé
MecaEng.a7med | Feb 25, 2014 |

Listes

Vous aimerez peut-être aussi

Auteurs associés

Karl Stowasser Translator
Daniel L. Newman Translator

Statistiques

Œuvres
10
Membres
55
Popularité
#295,340
Évaluation
3.0
Critiques
4
ISBN
5
Langues
2
Favoris
1

Tableaux et graphiques